كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وأما جهة المخالفة فهي ذهابه إلى تعدي الفعل (نصح وشكر) إلى مفعول واحد بنفسه وإلى آخر بحرف الجر، وهذه الجهة هي التي بسببها ضعف هذا القول، واتهم بالفساد والتمحل (1) ؛ بل وصف ابن درستويه بسبب ذلك بأنه كثيرا ما يرتكب مثل هذه التمحلات (2). والحجة- عند النحويين- في تضعيف ما ذهب إليه ابن درستويه أن ما ادعاه لم يسمع في موضع، يقول ابن عصفور: "ولو كان كما ذهب إليه لسمع في موضع من المواضع: نصحت زيدا رأيه، فتوصل نصحت إلى منصوب بعد المجرور، فإذ لم يسمع ذلك دليل على فساده" (3). ويقول أبو حيان في رد هذا القول: "ويحتاج كونه يتعدى لواحد بنفسه، وللآخر بحرف جر، فتقول شكرت لزيد صنيعه، لسماع من العرب، وحينئذ يصار إليه" (4).
والحق أن ما منعوه من هذه الجهة مسموع منقول عن العرب في شكر، من ذلك قول الشاعر (5):
وما ضاع معروف يكافئه شكر ** شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم

وقول الآخر (6):
ولم أك للمعروف ثم كنودا ** شكرت له يوم العكاظ نواله

وقول الآخر (7):
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور: 1 /307، وارتشاف الضرب: 3 /50، والبحر المحيط: 2 /50، وتاج العروس: (نصح).
(2) ينظر تاج العروس: (نصح).
(3) شرح الجمل: 1 /305.
(4) البحر المحيط: 2 /50.
(5) البيت لحجية بن المضرب في أمالي القالي: 1 /54، والحماسة البصرية: 1 /257، وبلا نسبة في تذكرة النحاة: 474.
(6) أنشده ابن عباس رضي الله عنه في جواباته نافع بن الأزرق ولم ينسبه. ينظر: الإتقان: 2 /71، ودراسات في فلسفة النحو والصرف: 38.
(7) البيت ينسب إلى أبي الأسود الدؤلي وهو في ديوانه: 388، ولعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه: 142، والحماسة البصرية: 1 /425 ولكليهما في الأغاني: 7 /403، وخزانة الأدب: 2 /233، وبلا نسبة في: دلائل الإعجاز: 149، وأمالي ابن الشجري: 2 /129، وتذكرة النحاة: 474.